المملكة المتحدة تعتقل الشيخ رائد صلاح في لندن الأربعاء 29 حزيران / يونيو 2011 22:36:56 GMT
الشيخ رائد صالح قائد الحركة الإسلاميةلندن، غزة ـ سليم كرم/ محمد حبيبألقت السلطات البريطانية القبض على الشيخ رائد صالح قائد في الحركة
الإسلامية في أراضي العام 1948، لتأمر وزيرة الداخلية تيريزا ماي ببدء
تحقيق كامل حول كيفية دخوله إلى بريطانيا على الرغم من وجود اسمه على قائمة
الممنوعين من دخول البلاد. وقالت ماي إن وكالة الحدود تقوم بالإجراءات
اللازمة لترحيل الشيخ صلاح
، موضحة أن الوزارة "لا تعلق عادة على حالات فردية، ولكن هذه الحالة تستحق
التعليق".
وقال محامي الشيخ، فاروق بجوا، إن موكله لا يمتلك أية معلومات حول منعه من
دخول بريطانيا، وإنه دخل البلاد يوم السبت الماضي بصورة طبيعية تمامًا،
بهدف حضور اجتماع في ليستر مساء الثلاثاء وآخر ، الأربعاء، في مجلس العموم
للتضامن مع فلسطين بحضور نائبين بارزين من حزب العمال.
وتم القبض على الشيخ، الذي يعتبر من المناضلين في وجه الاجراءات العنصرية
والتعسفية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما في القدس الشرقية
وفي المسجد الأقصى، بعدما أثار النائب المحافظ مايك فرير يوم الإثنين
تساؤلات في مجلس العموم حول توفير منصة للحديث في بريطانيا للشيخ الذي
يمتلك "تاريخًا طويلا من عداء السامية"، وعلق النائب فرير بعد القبض على
رائد مبررًا إثارته الأمر بأنه "لم يرغب في توفير منصة حديث لرجل يروج
لنظرية المؤامرة اليهودية في أحداث 11 أيلول/سبتمبر، ومؤكدًا سعادته بالقبض
على رائد ومنعه من الحديث.
وأكدت وزيرة الداخلية تيريزا ماي أن قرار المنع من دخول البلاد يسري على
الأشخاص الذين "يضر وجودهم بالصالح العام"، مؤكدًا أن الحكومة "لا تقدم أية
اعتذارات للممنوعين من دخول بريطانيا، للإيمان بأنهم يسعون لتقويض
المجتمع".
ورفضت وزارة الداخلية تقديم أية أسباب لقرار منع رائد صالح من دخول البلاد.
وأوضح طيب علي، أحد القائمين بالدفاع عن الشيخ، أن القبض على موكله جاء
عملا من المادة 3 من قانون الهجرة البريطاني الصادر عام 1971 على اعتبار
ترحيله يخدم الصالح العام، مؤكدًا أن التصرف الحكومي ليس قانونيًّا ويتعارض
مع المواد العشرة للحق في حرية التعبير، وإن فريق الدفاع سيعارض قرار
الترحيل بشدة في المحاكم البريطانية.
وقالت مديرة حملة التضامن مع فلسطين سارة كولبورن إنها "أصيبت بالذهول" من
قرار القبض على الشيخ رائد، لأنه لم يسبق أن تم منع الرجل من الحديث في
إسرائيل نفسها، والتي يتمتع فيها بتأييد كبير بين الفلسطينيين حاملي
الجنسية الاسرائيلية، والذين يشكلون خُمس تعداد سكان البلاد، وهو ما يؤكده
انتخاب الشيخ رائد صالح ثلاث مرات عمدة لبلدة أم الفحم، وعدم إدانته في أي
وقت بمعاداة السامية.
وأكدت سارة أن الفريق القانوني الخاص بالقيادي الفلسطيني سيقوم باتخاذ
إجراءات ضد من قاموا بحملة التشهير به قبل وصوله واتهامه زورًا بمعاداة
السامية، مشيرة إلى أن مسؤولي وزارة الداخلية رفضوا تأكيد أو نفي وجود
الشيخ رائد على قائمة الممنوعين من دخول البلاد عندما طلب الفريق القانوني
الخاص بالرجل الحصول على المعلومة رسميًّا.
من جهة أخرى، أعربت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن استنكارها بشدة لقيام
الشرطة البريطانية بتوقيف واعتقال الشيخ رائد صلاح أثناء زيارته العاصمة
لندن، للمشاركة في فعاليات "يوم فلسطين"، ووصفت ذلك بأنه "فعل لا أخلاقي
ولا قانوني"، واعتبرته رضوخًا واستجابةً لضغوط الاحتلال الصهيوني.
وقالت الحركة في بيانٍ لها وصل "العرب اليوم " نسخة عنه: "إننا في حركة
"حماس" نستنكر بشدَّة ما قامت به الشرطة البريطانية ضد الشيخ رائد صلاح
الذي دخل أراضيها بطريقةٍ قانونيةٍ، ونعدّ هذا الفعل لا أخلاقي ولا قانوني
ورضوخًا واستجابةً لضغوط الاحتلال الصهيوني".
وأضافت الحركة في بيانها: "إننا إذ نستهجن إذعان الحكومة البريطانية لهذه
الضغوط، ندعوها إلى الإفراج الفوري عن الشيخ رائد صلاح، ليكمل زيارته
للدفاع عن الشعب الفلسطيني، كما ندعو المنظمات الحقوقية والإنسانية في
بريطانيا وخارجها إلى الضغط على الحكومة البريطانية للإفراج الفوري عنه".
هذا وتنظم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الخميس، وقفة تضامنية مع الشيخ رائد صلاح الذي اعتقلته السلطات البريطانية بالأمس.
ودعت الحركة، مراسلي الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء والمواقع
الإلكترونية المحلية والأجنبية لتغطية فعاليات الوقفة التضامنية مع الشيخ
صلاح التي من المقرر عقدها أمام المركز الثقافي البريطاني بغزة.
يذكر، أن الشيخ صلاح اعتقل في بريطانيا أمس، بعد دخوله لأراضيها، في حين
قررت بريطانيا أن تفتح حقيقاً حول كيفية دخول صلاح للأراضي البريطانية على
الرغم من قرار منعه حسب زعمها.